شعاع الهداية
أهلاً و سهلاًً بكم في منتدانا ( شعاع الهداية ) ونشكر ثقتكم به ، و يرحب بمساهماتكم و مقترحاتكم لتطويره باستمرار بما يحقق المنفعة و الفائدة للجميع .
شعاع الهداية
أهلاً و سهلاًً بكم في منتدانا ( شعاع الهداية ) ونشكر ثقتكم به ، و يرحب بمساهماتكم و مقترحاتكم لتطويره باستمرار بما يحقق المنفعة و الفائدة للجميع .
شعاع الهداية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شعاع الهداية

منتدى عام
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول    
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» علاج للسكر
عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Emptyالأحد مايو 06, 2012 1:01 am من طرف معمر

» من عجائب القرآن
عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Emptyالخميس مارس 17, 2011 12:02 pm من طرف فريد الحراكي

» مناجاة قلبية
عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Emptyالإثنين مارس 07, 2011 7:48 am من طرف فريد الحراكي

» إن لم يستجب دعاؤك فأحسن الظن بالله
عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Emptyالإثنين مارس 07, 2011 1:25 am من طرف فراس عبد الخالق

» هل السماء تنشق؟
عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Emptyالجمعة مارس 04, 2011 12:37 pm من طرف زائر

» مولاي يا ذا الجود
عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Emptyالخميس مارس 03, 2011 9:29 am من طرف أبو أنس

» إن الله وملائكته يصلون على النبي ... يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ً
عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Emptyالأربعاء فبراير 23, 2011 3:31 pm من طرف أدهم الفقيه

»  أسس بناء المجتمع السليم (2)
عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Emptyالأربعاء فبراير 23, 2011 9:30 am من طرف KaIs

» الموبقات المحرمة
عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Emptyالأربعاء فبراير 23, 2011 9:19 am من طرف KaIs

منتدى
التبادل الاعلاني
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 30 بتاريخ الجمعة فبراير 02, 2024 5:46 am
أبريل 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
282930    
اليوميةاليومية
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 116 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو المحامي أيهم فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 342 مساهمة في هذا المنتدى في 168 موضوع
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
أم كرم
عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Vote_rcapعقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Voting_barعقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Vote_lcap 
KaIs
عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Vote_rcapعقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Voting_barعقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Vote_lcap 
معمر
عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Vote_rcapعقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Voting_barعقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Vote_lcap 
فيداء
عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Vote_rcapعقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Voting_barعقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Vote_lcap 
alfarooooq4
عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Vote_rcapعقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Voting_barعقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Vote_lcap 
أبو أنس
عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Vote_rcapعقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Voting_barعقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Vote_lcap 
فريد الحراكي
عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Vote_rcapعقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Voting_barعقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Vote_lcap 
الفاروق3
عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Vote_rcapعقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Voting_barعقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Vote_lcap 
أدهم الفقيه
عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Vote_rcapعقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Voting_barعقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Vote_lcap 
بسام جبرالحلبي
عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Vote_rcapعقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Voting_barعقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Vote_lcap 

 

 عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الفاروق3




عدد المساهمات : 19
نقاط : 24514
تاريخ التسجيل : 03/12/2010
العمر : 54

عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Empty
مُساهمةموضوع: عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه   عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Emptyالأربعاء يناير 12, 2011 3:32 pm

بسم الله الرحمن الرحيم



مقدمة
هذا المقال يبين بإختصار عقيدة السلف الصالح - أهل الأثر- أصحاب الحديث -، وهم أهل السنة والجماعة، في صفة الإستواء وعلو الله على خلقه.

عقيدة السلف، أهل السنة:

1.
أن الله عز وجل فوق العرش، فوق السماوات، فوق جميع خلقه.

الآدلة من القرآن الكريم:
*
قال الله تعالى:
{
الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]
والعرش أعلى المخلوقات، فهو فوق السماوات وكل المخلوقات.

*
وقال سبحانه: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [النحل : 50]
*
وقال: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 3-4] والعروج: الصعود. (1) أي الملائكة تصعد إلى الله عز وجل، لأنه فوق.
*
وقال: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء : 157 ، 158]

*
وقال عز وجل: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء...} الآية [الملك: 16-17]
قال أبو بكر أحمد الصبغي (342 هـ) : (قد تضع العرب «في» بموضع «على» قال الله عز وجل: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ} [التوبة : 2]، وقال {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه : 71] ومعناه: على الأرض وعلى النخل ، فكذلك قوله: {في السماء} أي على العرش فوق السماء، كما صحت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم) (2)
وانظر هذا المقال لمزيد توضيح لمعنى «في السماء» وأقوال العلماء في هذه الآية.

*
وقال تعالى: {هُوَ الأوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد:3]
عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه: ”اللهم رب السموات ورب الأرض ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والقرآن ؛ أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته ، أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء“ [صحيح مسلم، وسنن أبي داود واللفظ لأبي داود] و«دونك» هنا معناها: أقرب، أي أقرب بعلمه.
قال ابن جرير الطبري (310 هـ) : وقوله: {وَالظَّاهِرُ} يقول: وهو الظاهر على كل شيء دونه، وهو العالي فوق كل شيء، فلا شيء أعلى منه. {وَالْبَاطِنُ} يقول: وهو الباطن جميع الأشياء، فلا شيء أقرب إلى شيء منه، كما قال: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق : 16] (3) . وذكر في تفسير تلك الآية: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}: بالعلم بما تُوَسْوس به نفسه.
قال ابن أبي زَمَنِين (399 هـ) : (والظاهر العالي فوق كل شيء ما خُلق ، والباطن بطن علمه بخلقه تعالى {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الحديد : 3]) (4)

وغيرها من الآيات.


الأدلة من السنة:

*
حديث الجارية:
عن معاوية بن الحكم قال: وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ قُلْتُ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُعْتِقُهَا؟"
قَالَ: (ائْتِنِي بِهَا) فَأَتَيْتُهُ بِهَا ، فَقَالَ لَهَا: ”أَيْنَ اللَّهُ، قَالَتْ: «فِي السَّمَاءِ».
قَالَ: ”مَنْ أَنَا ؟قَالَتْ: «أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ»
قَالَ: ”أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ“ [رواه مسلم في صحيحه]

*
في حجة الوداع قال النبي صلى الله عليه وسلم: ”قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ قَالُوا: نشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ. فَقَالَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكُبهَا (5) إِلَى النَّاسِ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ اللَّهُمَّ اشْهَدْ ثَلَاثَ مَرَّات...“ [صحيح مسلم]. والنبي صلى الله عليه وسلم كان مستشهدا بالله حينئِذ ولم يكن داعِيا حتى يُقال: السماء قِبلة الدعاء.
*
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ”الْمَلاَئِكَةُ يَتَعَاقَبُونَ ، مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ ، وَيَجْتَمِعُونَ فِى صَلاَةِ الْفَجْرِ وَالْعَصْرِ ، ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهْوَ أَعْلَمُ ، فَيَقُولُ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِى فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ يُصَلُّونَ ، وَأَتَيْنَاهُمْ يُصَلُّونَ“ [صحيح البخاري]

أما أقوال السلف الصالح وأئمة السنة في هذا الاعتقاد فهو في الجزئين الثاني والثالث لهذا المقال.



2.
أن الله استوى على عرشه

قال الله تعالى:
{
الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]
وقال: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش} [الأعراف:54؛ يونس:3؛ الرعد:2؛ الفرقان:59؛ السجدة:4؛ الحديد:4]

قَالَ التابعي مُجَاهِدٌ (102 هـ) : {اسْتَوَى} علا على العرش. (6)
قال بشر بن عمر الزهراني (209 هـ) : سمعت غير واحد من المفسرين يقول : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}: ارتفع. (7)
قال اللغوي أبو العباس ثعلب (291 هـ) : {استوى على العرش}: علا. (Cool
قال المفسر ابن جرير الطبري (310 هـ) في تفسير الأية الأولى: (الرحمن على عرشه ارتفع وعلا»، وفي تفسير الآية الثانية: (يعني: (علا عليه»



3.
أن الله عز وجل استوى على عرشه لأنه {فَعّـالٌ لِمَا يُرِيد} [سورة البروج : 16] وليس لحاجته للعرش، بل الله مستغن عن العرش وغير العرش.
قال الله تعالى:
{
إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [العنكبوت : 6]
{
هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [يونس : 68]
{
يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر : 15]
وقال أبو جعفر الطحاوي (321 هـ) في عقيدته المشهورة: (وهو مستغن عن العرش وما دونه. محيط بكل شيء وفوقه)



4.
أن الله بائن (9) من خلقه:
معنى أن الله بائن من خلقه: أي أنه منفصل عن المخلوقات، فليس في ذاته شيء من مخلوقاته، ولا في مخلوقاته شيء من ذاته. ولا يحويه أو يُحيط به شيء من خلقه.
قال الله تعالى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]
فكل المخلوقات تحت العرش والله فوق العرش فهو بائنٌ عنهم.
ابن المبارك (181 هـ) : روى ابن شقيق أنه قيل لابن المبارك: "كيف نعرف ربنا؟"
قال: «بأنه فوق السماء السابعة على العرش، بائن من خلقه» (10)
إسحاق بن راهويه (238 هـ) : قال حرب الكرماني: قلت لإسحاق بن راهويه: "في قول الله {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة : 7] كيف تقول فيه ؟" قال: «حيث ما كنت فهو أقرب إليك من حبل الوريد، وهو بائن من خلقه
ثم ذكر عن ابن المبارك: (هو على عرشه بائن من خلقه)، ثم قال: «أعلى شيء في ذلك وأثبته قوله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}» (11)



5.
أن استواء الله عز وجل ليس كاستواء المخلوقين، نؤمن بأن الله استوى على عرشه استواءً يليق بجلاله لا يشبه استواء المخلوق.

لقول الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى : 11]
وقوله {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص : 4] كفوا: أي مَثِيلاً.



6.
أن كَيفِيَّة استواء الله عز وجل غير معلومة لنا، فلم يُعلمنا الله تعالى ولا رسوله –صلى الله عليه وسلم- تفاصيل ذلك، ولا يجوز السؤال عن كيفية صفاته، فالله وحده يعلم كيف استوى على عرشه، وواجبنا الإيمان والتسليم.

قال الإمام مالك (179 هـ) جوابا على من سأله "كيف استوى؟": «الإستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والسؤال عنه بدعة، والإيمان به واجب». والأثر مشهور عند أهل العلم.
قال وكيع بن الجراح (197 هـ) في أحاديث الصفات: « نُسلِّم هذه الأحاديث كما جاءت ، ولا نقول كيف هذا؟ ولم جاء هذا ؟» (12)
قال أبو بكر الإسماعيلي (371 هـ) : (وأنه عز وجل استوى على العرش بلا كيف، فإن الله تعالى أنهى (13) إلى أنّه استوى على العرش، ولم يذكُر كيف كان استواؤُه.) (14)

وللمزيد من أقوال السلف وعلماء السنة في هذا الاعتقاد، تابعوا الجزئين الثاني والثالث لهذا المقال قريباً ان شاء الله










(1)
في كتاب العين للخليل بن أحمد (ج1 ص223): وعَرَجَ يعرُجُ عُروجاً أي صَعِد.
(2)
الأسماء والصفات للبيهقي (ج2 ص324)، قال: (قال أبو عبد الله الحافظ: قال الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الفقيه: ...) وذكره. والسند صحيح، فأبو عبد الله الحافظ هو الحاكم وكان من تلاميذ الصبغي، وكان الحاكم من شيوخ البيهقي رحمهم الله جميعا.
(3)
جامع البيان للطبري (ج23 ص168)
(4)
رياض الجنة بتخريج أصول السنة لابن أبي زمنين (ص61)
(5)
أي يُمِيِلها إليهم، يُريد بذلك أن يُشْهِدَ اللَّه عليهم (النهاية في غريب الأثر لابن الأثير 2 /112)
(6)
صحيح البخاري، كتاب التوحيد/ باب ( وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ).
(7)
مسند إسحاق بن راهويه (ت. 238 هـ) كما في اتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (ج1 ص186)، والمطالب العالية لابن حجر (ج12 ص570)، فالإسناد صحيح؛ ورواها اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة بسنده عن إسحاق بن راهويه (ج3 ص396)
(Cool
شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (ج3 ص399) وسنده صحيح. قال اللالكائي: وجدت بخط أبي الحسن الدارقطني عن اسحاق الهادي (والصحيح الكاذي كما في المخطوط الثاني المذكور في هامش الكتاب، وكما نقله الإمام الذهبي في كتابه "الأربعين في صفات رب العالمين" (ج1 ص37) وكتابه "العلو") قال: سمعت أبا العباس ثعلب يقول: وذكره. قال الخطيب البغدادي في تاريخه (تاريخ بغداد): إسحاق بن احمد بن محمد بن إبراهيم أبو الحسين الكاذى كان يقدم من قريته كاذة إلى بغداد فيحدث بها روى عن محمد بن يوسف بن الطباع ... وأبى العباس ثعلب... وكان ثقة ووصفه لنا بن رزقويه بالزهد. ا.هـ.
(9) "
بَانَ" الشيء إذا انفصل فهو "بَائِنٌ" (المصباح المنير للفيومي - ص41)
(10)
الرد على الجهمية للدارمي (ص39-40) بسند حسن، عن الحسن بن الصباح البزاز ثنا علي بن الحسن بن شقيق. وعبد الله بن أحمد بن حنبل في كتابه "السنة" (ص175) عن عبد الله بن شبويه عن ابن شقيق. ورواها غيرهما كثير بعضهم نقلا عن هؤلاء وبعضهم بأسانيدهم.
(11)
كتاب العرش للذهبي (ج2 ص244) قال: رواه الخلال في كتابه "السنة" عن حرب. وسير أعلام النبلاء له (ج11 ص370)
(12)
كتاب "السنة" لعبد الله بن أحمد بن حنبل (ج1 ص267) بسند صحيح عن أحمد بن إبراهيم عن وكيع؛ ورواه الدارقطني في كتابه "الصفات" (ص71) عن محمد بن مخلد ، حدثنا إسحاق بن يعقوب العطار ، قال : سمعت أحمد الدورقي يقول : سمعت وكيعا وذكره.
(13)
اللفظ عند الحافظ الذهبي في كتابه "العلو": (فإنه انتهى إلى(
(14)
اعتقاد أهل السنة لأبي بكر الإسماعيلي (ص36)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بسام جبرالحلبي




عدد المساهمات : 12
نقاط : 24299
تاريخ التسجيل : 11/01/2011
العمر : 59

عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Empty
مُساهمةموضوع: رد: عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه   عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Emptyالأربعاء يناير 12, 2011 10:17 pm

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد ابن عبدالله وعلى اله واصحابه اجمعين ومن تبعهم باحسان الي يوم الدين..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وهذا توضيح عقيدة اهل السنة والجماعة مما ورد على لسان اهم علماء هذه الامة المباركة وفيها توضيح ماورد على لسان الاخ فاروق من استواء الله عز وجل على العرش وسيتبع بعد ذالك بيان معاني الاحاديث التي اوردها الاخ غاروق..مثل حديث الجارية..وتويل بعض الايات التي داب عليها المجسمة .والله المستعان . .




بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


{ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ
اللهُ الصَّمَدُ



لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوَاً أَحَد}


اللهُ تَعَالَى مَوْجُودٌ لَا شَكَّ فِي وُجُودِهِ
أَحَدٌ لَيْسَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ وَلَا شَرِيْكٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُوْلُ
الْمُشْرِكُوْنَ لَيْسَ لَهُ وَالِدٌ وَلَمْ يَتَّخِذْ زَوْجَةً وَلَا وَلَداً الْفَرْدُ
الصَّمَدُ السَّيِّدُ الَّذِي يُقْصَدُ عِنْدَ الْحَوَائِجِ وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ
كُفُواً وَلَا مُمَاثِلاً وَلَا شَبِيْهاً لَهُ وَعِنْدَ التَّفْصِيْلِ نَقُوْلُ إِنَّ
اللهَ تَعَالَى وَاحِدٌ فِي ذَاتِهِ لَا شَرِيْكَ لَهُ وَوَاحِدٌ فِيْ صِفَاتِهِ فَلَا
أَحَدَ يُشْبِهُ اللهَ فِي أَيِ صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِ وَاللهُ تَعَالَى وَاحِدٌ فِي
أَفْعَالِهِ فَفِعْلُهُ لَيْسَ كَفِعْلِنَا فَلَا أَحَدَ يُشَابِهُ اللهَ فِيْ فِعْلِهِ
سُبْحَاْنَهُ وَتَعَاْلَى فَاللهُ تَعَالَى لا يُشْبِهُ شَيْئاً مِنْ الأَشْيَاءِ
وَلا يُشْبِهُهُ شَيْءٌ مِنْ الأَشْيَاءِ هُوَ شَيْءٌ لا كَالأَشْيَاءِ مَوْجُوْدٌ
لا كَالْمَوْجُوْدَاتِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى عَمَّا يَقُوْلُ الظَّالِمُوْنَ
عُلُوّاً كَبِيْراً قَالَ تَعَالَى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيْعُ
الْبَصِيْرُ أَيْ أَنَّ اللهَ تَعَالَى لَيْسَ جِسْمَاً وَلَاْ رُوْحَاً وَلَاْ
خَيَاْلَاً وَلَاْ شَبَحَاً فَلَاْ َيُتَخَيَّلُ ولا َيُتَوَهَّمُ وَلَاْ
تُدْرِكُهُ الْعُقُوْلُ وَلا يُتَصَوَّرُ فِي الأَذْهَانِ وَلا يَحِلُّ فِي الْأَجْسَامِ
وَلا يُوْصَفُ بِشَكْْلٍ وَطُوْلٍ وْعَرْضٍ وَعُمُقٍ وَبَطْنٍ وَظَهْرٍ وَكَيْفٍ
وَحَجْمٍ وَوَزْنٍ وَلَوْنٍ وَلا يُوْصَفُ بِأَنَّهُ ضَوْءٌ أَوْ شُعَاعٌ فَلَا
نَقُوْلُ إِنَّ لَهُ شَكْلاً نَعْرِفُهُ وَلَا شَكْلاً لانَعْرِفُهُ أَوْ
كَيْفِيَّةً نَعْرِفُهَا أَوْ كَيْفِيَّةً لا نَعْرِفُهَا وَلا نَقُوْلُ إِنَّ
لَهُ صُوْرَةً نَعْرِفُهَا أَوْ صُوْرَةً لا نَعْرِفُهَا بَلْ نَقُوْلُ إِنَّهُ
سُبْحَانَهُ لا شَكْلَ لَهُ وَلا صُوْرَةَ وَلا كَيْفِيَّةَ أَيْ أَنَّ
الْكَيْفِيَّةَ وَالشَّكْلَ وَالصُّوْرَةَ مَنْفِيَّاتٌ عَنْ اللهِ وَعَنْ
صِفَاتِهِ وَهَذَا مَعْنَاهُ أَنْ نُؤْمِنَ بِوُجُوْدِهِ سُبْحَانَهُ مِنْ غَيْرِ تَمْثِيْلٍ
لِلذَّاْتِ الْإِلَهِيِّ بِمِثَاْلٍ وَلا تَعْطِيْلٍ عَنْ الصِّفَاْتِ فَلَاْ
نَتَصَوَّرُ لَهُ جَلَّ وَعَلَاْ صُوْرَةً أَوْ شَكْلاً أَوْ كَيْفِيَّةً فَلَيْسَ
سُبْحَانَهُ وَاقِفاً أَوْ نَائِماً أَوْ مُضْطَجِعاً وَلَيْسَ جَالِساً لا عَلَى
الْعَرْشِ وَلا عَلَى غَيْرِهِ وَاللهُ تَعَالَى مَوْصُوْفٌ بِكُلِّّ كَمَالٍ
يَلِيْقُ بِهِ مُنَـزَّهٌ عَنْ كُلِّ نَقْصٍ فِي حَقِّهِ
وَاللهُ تَعَالَى قَدِيْمٌ أَزَلِيٌّ لا بِدايَةَ لِوُجُوْدِهِ
وَصِفَاتُهُ أَزَلِيَّةٌ وَكُلُّ مَا سِوَى اللهِ مُحْدَثٌ لِوُجُوْدِهِ بِدَايَةٌ
وَاللهُ تَعَالَى هُوَ أَوْجَدَهُ وَاللهُ تَعَالَى دَائِمٌ أَبَدِيٌّ لا نِهَايَةَ
لِوُجُوْدِهِ وَصِفَاتُهُ أَبَدِيَّةٌ لا تَتغيَّرُ وَلا يَطْرَأُ عَلَيْهَا زِيَادَةٌ
أَوْ نُقْصانٌ وَمَا كَانَ مِنَ الْمَخْلُوْقَاتِ أَبَدِيّاً كَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ
فَبِمَشِيْئَةِ اللهِ وَإِرَادَتِهِ وَاللهُ تَعَاْلَى لَهُ صِفَةُ الْحَيَاْةِ فَهُوَ
سُبْحَاْنَهُ حَيٌّ بِلا رُوْحٍ وَلا جَسَدٍ قَيُّومٌ لا يَأْخُذُهُ نُعَاسٌ وَلا
نَوْمٌ واللهُ سُبْحَانَهُ قَائِمٌ بِنَفْسِهِ لا يَحْتَاجُ إِلَى شَيْءٍ وَلا يَفْتَقِرُ
إِلَى مَا سِوَاهُ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ مَا عَدَاهُ لا تَنْفَعُهُ الْعِبَادَةُ وَلاتَضُرُّهُ
الْمَعْصِيَةُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ سَمِيعٌ يَسْمَعُ كُلَّ الْمَسْمُوْعَاتِ
بِلَا أُذُنٍ وَلا جَارِحَةٍ وَلَا آلَةٍ وَلَا وَاسِطَةٍ وَاللهُ بَصِيْرٌ
يُبْصِرُ الْمُبْصَرَاتِ كُلَّهَا بِلا حَدَقَةٍ أَوْ جَارِحَةٍ وَبِلَا آلَةٍ أَوْ
وَاسِطَةٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَنْ ذَلِكَ قَالَ تَعَالَى "وَهُوَ السَّمِيعُ
الْبَصِيْرُ" وَاللهُ سُبْحَانَهُ لا يَنْطِقُ بِالْحُرُوْفِ وَالْأَصْوَاتِ
وَلَاْ يَتَلَفَّظُ بِهَا بَلْ كَلَامُهُ سُبْحَانَهُ أزَلِيٌ قَدِيْمٌ أَسْمَعَهُ
نبيَّ اللهِ مُوسَى الْكَلِيْمَ وَمَا نَقْرَؤُهُ فِي الْمَصَاحِفِ بِالصَّوْتِ وَالْلُغَةِ
وَالْحَرْفِ مِنْ كَلَامِ اللهِ هُوَ عِبَارَةٌ عَنْ كَلامِ اللهِ الأَزَلِيِّ وَالْقُرْءَانُ
الَّذِيْ يُكتَبُ فِي الأَلْوَاحِ وَيُقْرَأُ بِالْأَلْسِنَةِ وَيُحْفَظُ بِالْأَذْهَانِ
مَخْلُوْقٌ وَهُوَ عِبَارَةٌ عَنْ كَلامِ اللهِ الذَّاتِيِّ الأَزَلِيِّ
الأَبَدِيِّ الَّذِيْ هُوَ صِفَةٌ للهِ وَالَّذِيْ هُوَ غَيْرُ مَخْلُوْقٍ فَنَحْنُ
حِيْنَ نَقْرَأُ أَوْ نَحْفَظُ لا نَقْرَأُ وَلا نَحْفَظُ الْكَلامَ الذَّاتِيَّ
الأَزَلِيَّ الْأَبَدِيَّ بَلْ الْكَلَامَ الَّذِيْ هُوَ عِبَارَةٌ عَنْهُ وَاللهُ
تَعَالَى مَوْجُوْدٌ لَا مَكَانَ لَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كَانَ بِلَا مَكَانٍ
وَهُوَ الْآنَ عَلَىْ مَاْ عَلَيْهِ كَانَ فَلَا نَقُوْلُ إِنَّهُ مَوْجُوْدٌ فِيْ
مَكَاْنٍ نَعْلَمُهُ وَلَاْ فِيْ مَكَاْنٍ لَاْ نَعْلَمُهُ وَلَاْ نَقُوْلُ إِنَّهُ
مَوْجُوْدٌ فِيْ مَكَانٍ مَخْصُوْصٍ وَلَاْ إِنَّهُ مَوْجُوْدٌ فِيْ كُلِّ مَكَاْنٍ
أَيْ أَنَّنَاْ نَنْفِيْ الْمَكَاْنَ بِالْمُطْلَقِ عَنِ اللهِ سُبْحَاْنَهُ فَاللهُ
تَعَالَى خَاْلِقُ الْأَمْكِنَةِ وَلَاْ يَجُوْزُ أَنْ يُوْصَفَ بِالاسْتِقْرَاْرِ
أَوْ التَّنَقُّلِ فِيْهَاْ وَكَمَاْ نُنَـِّزهُ اللهَ عَنْ الْمَكَاْنِ
نُنَـزِّهُهُ عَنْ الْجِهَةِ فَنَقُوْلُ إِنَّهُ سُبْحَانَهُ مَوْجُوْدٌ بِلَاْ جِهَةٍ
مَعْلُوْمَةٍ وَلَاجِهَةٍ مَجْهُوْلَةٍ وَلَا يَجُوْزُ أَنْ يُوْصَفَ بِأَنَّهُ فِيْ
جِهَةٍ وَاْحِدَةٍ وَلَاْ بِأَنَّهُ فِيْ كُلِّ الْجِهَاْتِ وَلَاْ بِأَنَّهُ تَحْوِيْهِ
الْجِهَاْتُ السِّتُّ فَلا يَجُوْزُ أَنْ يُوْصَفَ بِأَنَّهُ فِيْ جِهَةِ فَوْقٍ أَوْ
جِهَةِ تَحْتٍ أَوْ أَمَاْمٍ أَوْ خَلْفٍ أَوْ يَمِيْنٍ أَوْ يَسَاْرٍ وَلَاْ يَجُوْزُ
أَنْ يُوْصَفَ سُبْحَاْنَهُ بِأَنَّهُ يَسْكُنُ فِيْ السَّمَاْءِ أَوْ فَوْقَهَاْ
أَوْ عَلَى العَرْشِ أَوْ فَوْقَهُ قَرِيْباً مِنْهُ أَوْ بَعِيْداً عَنْهُ فَاللهُ
تَعَاْلَى خَلَقَ الْعَرْشَ إِظْهَاْراً لِقُدْرَتِهِ وَلَمْ يَتَّخِذْهُ مَكَاْناً
لِذَاْتِهِ أَيْ أَنَّنَاْ نَنْفِيْ الْمَكَاْنَ وَالْجِهَةَ عَلَى الإِطْلَاقِ عَنِ
اللهِ لأَنَّ الْجِهَةَ وَالْمَكَاْنَ وَالْحَيِّزَ وَالْحَدَّ كُلُّ ذَلِكَ مِنْ
صِفَاْتِ الْمَخْلُوْقِيْنَ فَلَا حَيِّزَ يحُدُّهُ وَلَيْسَ مُمْتَدّاً بِلا انْتِهَاءٍ
تَعَاْلَى اللهُ وَتَنَـزَّهَ عَنْ ذَلِكَ فَاللهُ كَاْنَ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ
فَكَمَاْ أَنَّهُ صَحَّ فِيْ الْعَقْلِ وُجُوْدُ اللهِ قَبْلَ الأَمْكِنَةِ وَالْجِهَاْتِ
بِلا مَكَاْنٍ وَلَاْ جِهَةٍ كَذَلِكَ يَصِحُّ وُجُوْدُهُ سُبْحَاْنَهُ الآنَ بِلَا
مَكَاْنٍ وَلاْ جِهَةٍ بَلْ هُوَ مَاْ يَقْتَضِيْهِ الْعَقْلُ لِأَنَّ نِسْبَةَ الْمَكَاْنِ
أَوْ الْجِهَةِ إِلَى اللهِ هُوَ قَوْلٌ بِأَزَلِيَّةِ الْمَكَاْنِ أَوْالْجِهَةِ
وَالْمَكَاْنُ وَالْجِهَةُ مَخْلُوْقَاْنِ بَدَلِيْلِ الْقُرْءَاْنِ وَالْحَدِيْثِ
وَإِجْمَاْعِ الْمُسْلِمِيْنَ وَإِذَاْ كَاْنَ الْقَاْئِلُ بِهَذَاْ الْقَوْلِ
يُقِرُّ بِحُدُوْثِ الْجِهَةِ وَاْلَمَكْانِ فَهُوَ قَوْلٌ بِحُدُوْثِ صِفَةٍ لِلذَّاتِ
الإِلَهِيِّ تَعَاْلَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ وَهُوَ مُحَاْلٌ أَيْضاً.



وَاللهُ تَعَاْلَى بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيْمٌ
لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ يَعْلَمُ مَاْ كَاْنَ وَمَاْ يَكُوْنُ وَمَاْ سَيَكُوْنُ
يَعْلَمُ بَوَاْطِنَ الأَشْيَاْءِ وَظَوَاْهِرَهَاْ وَجُلَّهَاْ وَدَقِيْقَهَاْ يَعْلَمُ
مَاْ تَعْقِلُ الْعُقُوْلُ وَمَاْ تُخْفِيْ الصُّدُوْرُ يَعْلَمُ مَاْ يَلِجُ فِيْ
الْأَرْضِ وَمَاْ يَخْرُجُ مِنْهَاْ وَمَاْ يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاْءِ وَمَاْ
يَعْرُجُ فِيْهَاْ يَعْلَمُ مَاْ فِيْ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن
وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ
وَلاَ يَابِسٍ إلَّا وَيَعْلَمُهُ يَعْلَمُ دَبِيْبَ النَّمْلَةِ السَّوْدَاْءِ عَلَىْ
الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ فِيْ الْلَيْلَةِ الظَّلْمَاْءِ.يتبع ان شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد القاهر




عدد المساهمات : 2
نقاط : 24282
تاريخ التسجيل : 13/01/2011

عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Empty
مُساهمةموضوع: رد: عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه   عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Emptyالخميس يناير 13, 2011 3:45 am

السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه الاطهار
لقد لفت انتباهي كلام الفاروق حيث استشهد بكلام الائمة على نقيض معناه وعلى عكس مراده نسأل الله تعالى ان يعافينا من سوء الفهم ومن الخذلان
وبانتظار تحضير رد مفصل أكتفي الآن ببعض التعليقات السريعة في هذه العجالة
أقول وبالله التوفيق
ان كلمة فوق في حق الله لا تعني فوقية الجهة بل هي فوقية القهر فقد قال الله تعالى وهو القاهر فوق عباده
ثم انها لو كانت فوقية الجهة كما زعم الفاروق فهل كان ذلك سيخفى على الامام ابي جعفر الطحاوي الذي ألف كتابه في العقيدة الاسلامية وقال انها عقيدة أهل السنة والجماعة والتي استشهد بها الفاروق ولكن بقلب المعنى وعكس المراد منها
يقول الامام ابو جعفر الطحاوي ولا تحويه (يعني الله) الجهات الست كسائر المبتدعات
يعني ان المخلوقات تكون في جهة ما وأما الله فمنزه عن التحيز في الجهة
وأضيف استدل المسمى الفاروق بكلام البيهقي على عكس معناه تماما ولا أدري كيف يفهم اللغة العربية
ان كلام البيهقي يصب في نفي المكان والجهة عن الله تعالى بايراده لحديث اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء ...حيث عقب الامام البيهقي بعد ذلك بقوله استدل أصحابنا (يعني العلماء) بهذا الحديث على ان من كان لا شيء تحته ولا شيء فوقه كان بلا مكان
اما قول الامام وكيع رحمه الله تعالى فهو واضح في نفي الكيفية عن الله والتحيز في الجهة ,فوق أو تحت هو كيفية وقد نفاها الامام وكيع جزاه الله خيرا
اللهم سددنا وألهمنا الصواب وأرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه ,ارنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بسام جبرالحلبي




عدد المساهمات : 12
نقاط : 24299
تاريخ التسجيل : 11/01/2011
العمر : 59

عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Empty
مُساهمةموضوع: رد: عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه   عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Emptyالخميس يناير 13, 2011 4:01 am

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين ومن تبعهم باحسان الي يوم الدين ...بارك الله فيك يااخ عبد القاهر على هذا التوضيح والذي اعتمد على الدقة والمصداقية في الرد على ..السيد الفاروق..مرة اخرى بارك الله فيك ونفع بعلمك اهل السنة والجماعة من امة محمد صل الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بسام جبرالحلبي




عدد المساهمات : 12
نقاط : 24299
تاريخ التسجيل : 11/01/2011
العمر : 59

عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Empty
مُساهمةموضوع: رد: عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه   عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Emptyالجمعة يناير 14, 2011 11:59 pm

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.ومن بعد الصلاة والسلام على خير من ارسل هدى ورحمة للعالمين محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين ومن تبعهم باحسان الي يوم الدين. اما بعد فاليكم ما نعتقد به نحن اهل السنة والجماعة من امة نبينا.(محمد صل الله عليه وسلم) وما داب عليه علماء هذه الامة من صدر الاسلام الاول الي يومنا هذا . وهذا الشرح الكامل والتوضيح الذي سننشر بعض منه الان على ان نقدم ما نعتقده نحن اهل السنة والجماعة في توضيح معنى ما نعتقد به على مراحل واجزاء باذن ( الله عز وجل) سائلين المولى ان نوفق لما يريده ويرضاه وهذا ماداب عليه علماء هذه الامة ومنذ فجر الاسلام الاول .


ما ورد من الحديث في هذا الكتاب فهو موافق
المطبوع






بسم الله الرحمن الرحيم


{ قل هو الله أحدٌ
الله الصمد



لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد}





الله تعالى موجودٌ لا شك في وجوده أحدٌ ليس
معه من إله ولا شريك سبحانه وتعالى عما يقول المشركون ليس له والدٌ ولم يتخذ زوجة
ولا ولدا الفرد الصمد السيد الذي يقصد عند الحوائج ولم يكن أحدٌ كفوا ولا مماثلا
ولا شبيها له وعند التفصيل نقول إن الله تعالى واحدٌ في ذاته لا شريك له وواحدٌ في
صفاته فلا أحد يشبه الله في أي صفة من صفاته والله تعالى واحدٌ في أفعاله ففعله
ليس كفعلنا فلا أحد يشابه الله في فعله سبحانه وتعالى فالله تعالى لا يشبه شيئا من
الأشياء ولا يشبهه شيءٌ من الأشياء هو شيءٌ لا كالأشياء موجودٌ لا كالموجودات
سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا قال تعالى ليس كمثله شيءٌ وهو السميع
البصير أي أن الله تعالى ليس جسما ولا روحا ولا خيالا ولا شبحا فلا يتخيل ولا يتوهم
ولا تدركه العقول ولا يتصور في الأذهان ولا يحل في الأجسام ولا يوصف بشكل وطول
وعرض وعمق وبطن وظهر وكيف وحجم ووزن ولون ولا يوصف بأنه ضوءٌ أو شعاعٌ فلا نقول إن
له شكلا نعرفه ولا شكلا لانعرفه أو كيفية نعرفها أو كيفية لا نعرفها ولا نقول إن
له صورة نعرفها أو صورة لا نعرفها بل نقول إنه سبحانه لا شكل له ولا صورة ولا
كيفية أي أن الكيفية والشكل والصورة منفياتٌ عن الله وعن صفاته وهذا معناه أن نؤمن
بوجوده سبحانه من غير تمثيل للذات الإلهي بمثال ولا تعطيل عن الصفات فلا نتصور له
جل وعلا صورة أو شكلا أو كيفية فليس سبحانه واقفا أو نائما أو مضطجعا وليس جالسا
لا على العرش ولا على غيره والله تعالى موصوفٌ بكل كمال يليق به منـزهٌ عن كل نقص
في حقه
والله تعالى قديمٌ أزلي لا
بداية لوجوده وصفاته أزليةٌ وكل ما سوى الله محدثٌ لوجوده بدايةٌ والله تعالى هو
أوجده والله تعالى دائمٌ أبدي لا نهاية لوجوده وصفاته أبديةٌ لا تتغير ولا يطرأ
عليها زيادةٌ أو نقصانٌ وما كان من المخلوقات أبديا كالجنة والنار فبمشيئة الله
وإرادته والله تعالى له صفة الحياة فهو سبحانه حي بلا روح ولا جسد قيومٌ لا يأخذه
نعاسٌ ولا نومٌ والله سبحانه قائمٌ بنفسه لا يحتاج إلى شيء ولا يفتقر إلى ما سواه
محتاجٌ إليه ما عداه لا تنفعه العبادة ولاتضره المعصية تبارك الله رب العالمين
سميعٌ يسمع كل المسموعات بلا أذن ولا جارحة ولا آلة ولا واسطة والله بصيرٌ يبصر
المبصرات كلها بلا حدقة أو جارحة وبلا آلة أو واسطة سبحانه وتعالى عن ذلك قال
تعالى "وهو السميع البصير" والله سبحانه لا ينطق بالحروف والأصوات ولا
يتلفظ بها بل كلامه سبحانه أزليٌ قديمٌ أسمعه نبي الله موسى الكليم وما نقرؤه في
المصاحف بالصوت واللغة والحرف من كلام الله هو عبارةٌ عن كلام الله الأزلي
والقرءان الذي يكتب في الألواح ويقرأ بالألسنة ويحفظ بالأذهان مخلوقٌ وهو عبارةٌ
عن كلام الله الذاتي الأزلي الأبدي الذي هو صفةٌ لله والذي هو غير مخلوق فنحن حين
نقرأ أو نحفظ لا نقرأ ولا نحفظ الكلام الذاتي الأزلي الأبدي بل الكلام الذي هو
عبارةٌ عنه والله تعالى موجودٌ لا مكان له سبحانه وتعالى كان بلا مكان وهو الآن
على ما عليه كان فلا نقول إنه موجودٌ في مكان نعلمه ولا في مكان لا نعلمه ولا نقول
إنه موجودٌ في مكان مخصوص ولا إنه موجودٌ في كل مكان أي أننا ننفي المكان بالمطلق
عن الله سبحانه فالله تعالى خالق الأمكنة ولا يجوز أن يوصف بالاستقرار أو التنقل
فيها وكما ننـزه الله عن المكان ننـزهه عن الجهة فنقول إنه سبحانه موجودٌ بلا جهة
معلومة ولاجهة مجهولة ولا يجوز أن يوصف بأنه في جهة واحدة ولا بأنه في كل الجهات
ولا بأنه تحويه الجهات الست فلا يجوز أن يوصف بأنه في جهة فوق أو جهة تحت أو أمام
أو خلف أو يمين أو يسار ولا يجوز أن يوصف سبحانه بأنه يسكن في السماء أو فوقها أو
على العرش أو فوقه قريبا منه أو بعيدا عنه فالله تعالى خلق العرش إظهارا لقدرته
ولم يتخذه مكانا لذاته أي أننا ننفي المكان والجهة على الإطلاق عن الله لأن الجهة
والمكان والحيز والحد كل ذلك من صفات المخلوقين فلا حيز يحده وليس ممتدا بلا
انتهاء تعالى الله وتنـزه عن ذلك فالله كان ولم يكن شيءٌ غيره فكما أنه صح في
العقل وجود الله قبل الأمكنة والجهات بلا مكان ولا جهة كذلك يصح وجوده سبحانه الآن
بلا مكان ولا جهة بل هو ما يقتضيه العقل لأن نسبة المكان أو الجهة إلى الله هو
قولٌ بأزلية المكان أوالجهة والمكان والجهة مخلوقان بدليل القرءان والحديث وإجماع
المسلمين وإذا كان القائل بهذا القول يقر بحدوث الجهة والمكان فهو قولٌ بحدوث صفة
للذات الإلهي تعالى الله عن ذلك وهو محالٌ أيضا.



والله تعالى بكل شيء عليمٌ لا يخفى عليه
شيءٌ يعلم ما كان وما يكون وما سيكون يعلم بواطن الأشياء وظواهرها وجلها ودقيقها
يعلم ما تعقل العقول وما تخفي الصدور يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل
من السماء وما يعرج فيها يعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا
حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا ويعلمه يعلم دبيب النملة السوداء على
الصخرة الصماء في الليلة الظلماء.



والله قادرٌ على كل شيء لا يعجزه شيءٌ ولا
يعجز عن خلق شيء ولا يحدث شيءٌ إلا بقدرة الله وخلقه سبحانه وتعالى عما يقول أهل
الاعتزال علوا كبيرا قال تعالى وهو على كل شيء قديرٌ فالله تعالى خلقنا وخلق
أعمالنا وحركاتنا وسكوننا ونومنا ويقظتنا وخلق عقولنا وأفكارنا وخواطر قلوبنا خلق
الإيمان وأهله والكفر وأهله خلق الهدى والضلال والطاعة والمعصية فلا يشاركه أحدٌ
في خلق الذوات ولا الأعراض ولا الأفعال ولا ينفرد أحدٌ من دونه سبحانه بذلك فالله
تعالى هو الذي يوجد وهو الذي يعدم على الحقيقة وليس أحدٌ من خلقه يخلق شيئا بمعنى
الإحداث من العدم إلى الوجود قال تعالى" أفمن يخلق كمن لا يخلق" وقال
تعالى "وجعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل
شيء" وقال "ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل
أن نبرأها".



والله تعالى حي وحياته ليست كحياتنا فحياته
ليست باجتماع الدم والروح والجسد إذ كل ذلك من صفات المخلوقات والله تقدست أسماؤه
منزهٌ عن ذلك قال تعالى "الله لا إله إلا هو الحي القيوم" والله فعالٌ
لما يريد لا يسأل عما يفعل وهم يسألون غالبٌ على أمره لا يكون إلا ما يريد مالك
الملك يؤتي الملك من يشاء وينـزعه ممن يشاء ويبسط الرزق لمن يشاء ويقدره على من يشاء
له ما في السموات وما في الأرض وهو العلي العظيم فلا يحدث شيءٌ في الدنيا والآخرة
إلا بإرادته سبحانه فلا غنى ولا فقر ولا إقامة ولا سفر ولا حزن ولاسرور ولا حركة
ولا سكون إلا بإرادته تكون تبارك الله رب العالمين وهو الذي يهدي من يشاء ويضل من
يشاء فلا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله
قال جل شأنه "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا" وقال سبحانه "ولو
شاء ربك ما فعلوه" وكما أنه لا يقال إن الأنبياء والأولياء والصالحين لا فضل
لهم ولا يستحقون الثواب لأن ما فعلوه هو بإرادة الله ومشيئته وهذا لا خلاف عليه كذلك
لا يقال إن المعذبين من أهل المعاصي لا يستحقون العذاب لأن ما جرى عليهم من
المعاصي هو بإرادة الله إذا نقول إن الله يثيب الأنبياء والأولياء على ما أراد
منهم وهذا فضلٌ منه ونقول إن الله له أن يعذب العباد الذين ضلوا وفسقوا تحت مشيئته
وهذا عدلٌ منه فكما استحق أهل الطاعة الثواب استحق هؤلاء العذاب مع أن كل الأعمال
تجري بمشيئة الله وكما أننا نقول إن الأطفال الذين لم يقعوا في معصية يتألمون
والله قادرٌ على شفائهم وهذا ليس ظلما منه سبحانه كذلك لا يكون ظلما منه أن يعذب
العباد الذين ضلوا وفسقوا تحت مشيئته على ما فعلوا ولا يجوز غير هذا وهو أن يعتقد
أن الشيطان قد غلب الله على معاصي العباد وأن الله مغلوبٌ على أمره يريد الشيء
فيحصل خلافه بل الله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.



نعم إنه قبيحٌ من العبد أن يريد من العبيد
الوقوع في المنكرات ولكن الله تبارك وتعالى لا يقاس على العباد ألا ترى أن الله قد
سمى نفسه في القرآن الجبار على وجه المدح بذلك وذلك في قوله تعالى "هو الله
الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار
المتكبر" وأن الله قد ذم في القرآن من وصفه بأنه جبارٌ في قوله تعالى
"واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد" ولأن القول بأن الله سبحانه يجري في ملكه
ما لا يشاء فيه نسبة العجز إلى الله والله تعالى يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد
سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا قال تعالى "وما تشاؤون إلا أن يشاء الله
رب العالمين" وقال "وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله" وقال
عليه الصلاة والسلام "ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن"



"تنبيهٌ" قول أهل الحق إن العبد
مختارٌ تحت مشيئة الله ليس معناه أن اختيار العبد خارجٌ عن مشيئة الله بل هم قد
أثبتوا الاختيار للعبد ولكن هذا الاختيار هو تحت مشيئة الله فالعبد واختياره تحت
مشيئة الله فلا يريد العبد ولا يختار شيئا إلا ما أراد الله .



وكما نقول إن صفات الله سبحانه ليست كصفاتنا
نقول إن فعل الله كالإحياء والإماتة ليس كفعلنا ففعل الله ليس بإعمال الفكر
والمباشرة بالأطراف لأنه سبحانه لا يوصف بالجوارح كالأيادي والأرجل التي تكون
للبشر ولا يوصف بالتحرك والسكون وما شابه ذلك لذلك نقول بأن الله فعالٌ لما يريد
من غير أن نتخيل كيفية أو شكلا أو صورة لفعل الله سبحانه والله سبحانه وتعالى
أعلم.



قال الله تعالى "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل
آمن بالله وملآئكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا
غفرانك ربنا وإليك المصير"



فالله تعالى بعث من البشر أنبياء كلهم من الذكور أولهم آدم عليه
السلام وآخرهم وخاتمهم محمدٌ صلى الله عليه وسلم فلا يبعث بعده نبي والله فضل
الأنبياء على سائر البشر فلا يفضلهم ولا يوازيهم من سائر البشر أو الجن ولي أو
صديقٌ أو شهيدٌ وأفضل الأنبياء على الإطلاق نبينا محمدٌ صلى الله عليه وسلم وهو
آخر الأنبياء وخاتمهم وسيد ولد آدم يوم القيامة وأول من تنشق عنه الأرض وهوصاحب
المقام المحمود والشفاعة العظمى والأنبياء جميعهم عليهم الصلاة والسلام من آدم إلى
محمد صلى الله عليه وسلم يجمعهم دينٌ واحدٌ هو الإسلام فلم يكن موسى عليه السلام
يهوديا ولا كان عيسى المسيح نصرانيا بل كانا مسلمين يعبدان الله وحده ولا يشركان
به شيئا كسائر إخوانهم الأنبياء إذ لا يعقل أن يكون الله قد بعث نبيا لتكذيب نبي
آخر وتكفيره فقد قال تعالى "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن
مريم" فلا يعقل أن يكون المسيح عليه السلام قد أمر أتباعه بذلك وأن الله أرسل
نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم لتكفير المسيح وأتباعه وقد ورد في القرءان قوله
تعالى "ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من
المشركين" وورد قوله تعالى في سورة المائدة "إنا أنزلنا التوراة فيها
هدى ونورٌ يحكم بها النبيون الذين أسلموا" وورد في الحديث أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال "أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الأولى والآخرة"
قالوا كيف يا رسول الله قال "الأنبياء إخوةٌ من علات وأمهاتهم شتى ودينهم
واحدٌ فليس بيننا نبي".



ومن الأنبياء الذين بلغتنا أسماؤهم آدم وإدريس ونوحٌ وهودٌ وصالحٌ
وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف ولوطٌ وموسى وهارون وشعيبٌ وزكريا ويحيى
وعيسى وداود وسليمان وإلياس واليسع وذو الكفل وأيوب ويونس ومحمدٌ صلى الله عليهم
وسلم.



وقسمٌ من الأنبياء هم رسلٌ وقسمٌ ليسوا برسل فالنبي الذي أوحي إليه
بشرع جديد أو أوحي إليه بنسخ بعض شرع من قبله هو النبي الرسول وكل من الأنبياء
الرسل وغير الرسل قد أمر بالتبليغ فلا يتصور أن يكون نبي من الأنبياء قد سكت عن
تبليغ الشريعة إذ لا يليق ذلك بالنبوة وقد قال الله تعالى "يا أيها الرسول
بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن
الله لا يهدي القوم الكافرين" والقصص التي وردت في القرءان قد دلت على حرص
الأنبياء وصبرهم على تبليغ الشريعة وتحملهم المشاق الكثيرة لأجل ذلك وقد وردت
آياتٌ كثيرةٌ في ذلك منها قول الله تعالى في حق النبي نوح عليه السلام "ولقد
أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون".



وقال تعالى "الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا
إلا الله وكفى بالله حسيبا"



ويجب للأنبياء الصدق فكل الأنبياء صادقون إذ لا يليق الكذب بالنبوة
فالأنبياء يبلغون ما أوحي إليهم بتبليغه وهذا لا يكون لمن كان كاذبا لأن هذا ينافي
التبليغ المطلوب إذ كيف يعلم العباد شريعة الله على وجهها لو كان من يبلغهم ذلك
كاذبا ولأن الله سبحانه كلف العباد باتباع الأنبياء فعلم أنهم صادقون فيما نقلوا
من شريعة الله وقد قال تعالى "واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد
وكان رسولا نبيا" وقال تعالى في سورة يوسف "قالت امرأة العزيز الآن حصحص
الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين".



و الأنبياء فطناء وقد دل ما ورد في القرءان والحديث من قصصهم على
فطنتهم وذكائهم وقوة عقولهم فالله تعالى آتى حجته إبراهيم قال تعالى "وتلك
حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيمٌ عليمٌ" وقد
بهت الذي كفر بعدما احتج عليه إبراهيم عليه السلام بالحجة التي علمه الله قال
تعالى "ألم تر إلى الذي حآج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال
إبراهيم ربي الذي يحيـي ويميت قال أنا أحيـي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي
بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين"
والله تعالى يقول "كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن
يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليمٌ "



والأنبياء لهم العصمة فالأنبياء معصومون من الكفر قبل النبوة وبعد
النبوة قال تعالى "ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين" وهم
معصومون من الكبائر كالفواحش ومعصومون من صغائر الذنوب التي فيها خسةٌ ودناءةٌ وما
ورد في القرءان كقوله تعالى "وعصى آدم ربه فغوى" ونحو ذلك من الآيات
فإنه يحمل على ذلك والله تعالى عصم الأنبياء وبرأهم من الخيانة وجعل من صفاتهم
الأمانة فكل نبي من الأنبياء أمينٌ ومؤتمنٌ على شريعة الله وكيف لا وقد اختارهم
الله لتبليغ الوحي منه عز وجل للناس والأنبياء مع شدة بلائهم في الدنيا إلا أنهم
محفوظون من الأمراض المنفرة فلا يليق وصف نبي الله أيوب عليه السلام بما ذكره
البعض من أنه ابتلي بمرض منفر بحيث أن الدود كان يأكل منه وأنه كان إذا تساقط
الدود منه أعاده إليه ليأكل من جسده والعياذ بالله تعالى والله سبحانه وتعالى قد
أيد الأنبياء بالمعجزات وهي أمورٌ خارقةٌ للعادة تظهر على أيادي الأنبياء تدل على
صدقهم كمعجزة القرءان الكريم ونبع الماء من بين أصابع نبينا محمد صلى الله عليه
وسلم وكإحياء عيسى عليه السلام للموتى بإذن الله وقد روى في ذلك أحمد عن أنس بن
مالك قال "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر فالتمس الناس
الوضوء فلم يجدوا فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوئه فوضع رسول الله صلى
الله عليه وسلم في ذلك الإناء يده وأمر الناس أن يتوضئوا منه فرأيت الماء ينبع من
تحت أصابعه فتوضأ الناس حتى توضئوا من عند آخرهم".



والأنبياء يوحى إليهم قال الله تعالى " إنآ أوحينآ إليك كمآ
أوحينآ إلىٰ نوح وٱلنبيين من بعده "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفاروق3




عدد المساهمات : 19
نقاط : 24514
تاريخ التسجيل : 03/12/2010
العمر : 54

عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Empty
مُساهمةموضوع: رد: عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه   عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه Emptyالسبت يناير 15, 2011 9:23 am

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ عبد القاهر المحترم.

هل حضرتكم ممن يقول ان الله سبحانه وتعالى في كل مكان؟

افيدونا افادكم الله
والله الموفق

الرجاء متابعة الجزء الثاني من الوضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عقيدة المسلمين في صفة الاستواء وعلو الله على خلقه (الجزء الثاني)
»  لحظه من فضلك ...
» نزول الله تعالى يليق بجلاله وليس كنزول خلقه
» ربع سكان العالم سيكونون من المسلمين عام 2030
» لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شعاع الهداية :: الفئة الأولى :: المنتدى الإسلامي-
انتقل الى: