فريد الحراكي
عدد المساهمات : 26 نقاط : 24543 تاريخ التسجيل : 21/11/2010
| موضوع: أوصاف النبي عليه الصلاة و السلام كأنّك تراه الإثنين فبراير 14, 2011 8:17 am | |
| أوصاف النبيr كأنّك تراه الحمد لله ربّ العالمين ، و أفضل الصلاة و أزكاها على المبعوث رحمة للعالمين ، و على آله و صحبه أجمعين . و بعد : فهذه بعض أوصاف النبي r اخترتها لك أخي القارئ الكريم من مجموعة مصادر متنوعة ، عسى أن ترى من خلالها رسول الله r ، كأنّك أمامه تنظر إلى جنابه الشريف ، و لو تتبّعنا كل المصادر و ما فيها من الأوصاف لاحتاج الأمر إلى عشرات الصفحات ، فاخترت لك هذا القليل من صفات العظيم r لتراه و تعرفه ، و الأهمّ من ذلك أن تحبّه أكثر من نفسك التي بين جنبيك . كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا وَصَفَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : كَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ كَفًّا ، وَأَجْرَأَ النَّاسِ صَدْرًا ، وَأَصْدَقَ النَّاسِ لَهْجَةً ، وَأَوْفَاهُمْ ذِمَّةً ، وَأَلْيَنَهُمْ عَرِيكَةً ، وَأَكْرَمَهُمْ عِشْرَةً ، مَنْ رَآهُ بديهةً هَابَهُ ] أي أوّل مرّة ، أو بغتة ، هابه : أي خافه وقاراً و هيبةً [ ، وَمَنْ خَالَطَهُ فَعَرَفَهُ أَحَبَّهُ ] أي بحسن خلقه و شمائله [، يَقُولُ نَاعِتُهُ ]أي واصفه [ : لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قامَتُه الشريفة : كان r أطولَ من المربوع ] معتدل القامة إلى الطول أقرب [ ، و أقصرَ من المُشَذَّب ] الطويل مع نحافة [ . عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهًا وأحسنهم خلقًا، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير. ( رواه البخاري ومسلم). رأسُه ُ الشريفِ و شَعْرِهِ : كان عظيمَ الهامَة ] الرأس [ ، رَجِلَ الشَّعْر ، ليس بالسِّبِط ، و لا الجَعِدِ ] ليس رخواً ، و لا جعداً [ ، إن انفَرَقَت عقيقَتهُ فَرَقَها ] العقيقة : شعر مقدمة الرأس ، فإن انفرقَ فرقه نصفين و إلا تركه [ ، و إلاَّ فلا يُجاوزُ شعرهُ شحمةَ أُذُنيهِ إذا هو وفَرَهُ ] إذا تركه وافراً [ . أعضاءُ وجههِ الشريف : كان أزهرَ اللَّون ] أبيضَ مُشرَب بحُمرةٍ ، و هو أحسن الألوان [ ، واسعَ الجبينِ ، في وجهه تدويرٌ ، عظيمُ العينين أدْعَجَهُما ] واسعُ شقِّ العين مع حُسنها ، شديدُ سوادِ الحدقِةِ [ ، أهْدَبَ الأشفَار ، مُشْرَبَ العين بحُمْرَةٍ ] طويلُ شعرِ الأجفان ، في بياض عينيه قليلٌ من الحمرة [ ، أزَجَّ الحواجبِ ] دقيقٌ شعر الحاجبين [ ، سوابِغٌ ، من غير قَرَن ] طويلهُما إلى مؤخرة العين ، مع تقوس فيهما من غير اتصال [ ، بينها عِرْقٌ يُدِرُّهُ الغضب ] يمتلأ دماً حين الغضب ، و لا يغضبُ r إلاَّ لله [ ، أقْنى العِرنِين ] طويلُ الأنف مع دِقَّة ما صلب منه ، فيه أحديدابٌ قليلٌ في وسطه مع استواءٌ أعلاه [ ، له نورٌ يعلوه ، يحسبُهُ من لم يتأمّلْهُ أشَمّ ] هو الذي ارتفعت قصبةُ أنفهِ و استوى أعلاها [ ، كثَّ اللحية ، سَهْلَ الخدَّين ] فيهما استطالة من غير ارتفاع في الوجنة [ ، ضليعَ الفَمِ ، أشنَبُ ، مفلّجَ الأسنان ] أبيضَ الأسنان مع بريقٍ و تحديد و تفريق ، إذا تكلم رُؤي كالنور يخرج من بين ثناياه [ . عنقه و صدره و بطنه : دقيقُ المَسرُبة ] خيط الشعر الدقيق و هو الذي بين الصدر و السُرّة [ ، كأنَّ عُنقَهُ جيدُ دُميةٍ ، في صفاء الفضة ] صورة من عاج و نحوه [ ، معتدل الخَلْقِ ] متناسب الأعضاء خَلْقاً و حسناً [ ، متماسكاً ، سواءَ البطن و الصَّدْر ] ليس سميناً مفرطاً بحيث يترهّل و يسترخي [ ، عريضَ الصدر ، بعيدَ ما بين المنكبين ، ضخمَ الكراديس ، جليلَ المُشاش ] عظيم رؤوس العظام ، أو مجمع العظام : المفاصل [ ، مَوصُولَ ما بين اللَّبة ، و هي النُقْرة فوق الصدر ، و السرّة بشعرٍ يجري كالخطِّ ، عاريَ الثديين و البطن مما سوى ذلك ، أشعرَ الذّراعين و المنكبين و أعاليَ الصدر . أطرافهُ الشريفة : طويلَ الزّندين ، عَبْلَ الذّراعين ] ضخمهما [ ، رَحْبَ الراحة ] واسع الكفّ، ممتلئةً لحماً [ ، شَثْنَ الكفّين و القدَمين ، سائلَ الأطراف ] ممتد الأصابع طويلهما مع غلظ فيهما [ ،خُمصانَ الأخمصين ] شديد تجافي أخمص القدم عن الأرض [ ، مسيحَ القَدَمين ينبو عنهما الماءُ ] أملسهما لينهما و ناعمهما بلا تشققٍ ، يسيلُ عليهما الماءُ بسهولةٍ لنعومتها [ ،منهوسَ العَقِبِ ] قَلِيلُ لَحْمِ الْعَقِبِ [ . عن أنس رضي الله عنه قال: ...ما مسستُ ديباجًا ولا حريرًا ألينَ من كفِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ...( البخاري و مسلم ) . عن أبي جُحيفةَ رضي الله عنه قال: "... وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى بياضِ ساقيه"، ( أخرجه مسلم في صحيحه ) . مشيهُ r : إذا زالَ زالَ تَقلُّعاً ] رفع رجليه رفعاً شديداً ، و هي مشيةُ أُولي العزم [ ، و يخطو تكفُّؤاً ] يميلُ يميناً و شمالاً تمايلاً خفيفاً [ ،إذا مشى مشى مجتمعاً ] أي ليس رخواً في مشيته ، و إنَّما يمشي برفقٍ و لينٍ و تثبّتٍ ووقارٍ و تواضعٍ ، فلا يضربُ برجله الأرضَ ، و لا يخفقُ بنعله ، غير مختالٍ و لا معجبٍ [ ، و يمشي هَوناً ذريعَ المِشية ] واسع الخطوة خلقةً لا تكلّفاً ، فمع كونه كان يمشي بسكينةٍ كان يمدُّ خطوه حتّى كأنَّ الأرضَ تُطوى له [ ، إذا مشى كأنّما يَنْحَطُّ من صَبَبٍ ] منحدر من علو إلى سفل ، و في ذلك ما فيه من الأناة [ ، و إذا التفتَ التفتَ جميعاً ] أي بجميع أجزاء بدنه ، فلا يلوي عنقَهُ يمنة و يسرة [ . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ : مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي وَجْهِهِ وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ فِي مَشْيِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّمَا الْأَرْضُ تُطْوَى لَهُ إِنَّا لَنُجْهِدُ أَنْفُسَنَا وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ . ( رواه أحمد ) . وعن أنس رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى تَكَفَّأ (أي مال يميناً وشمالاً ومال إلى قصد المشية) ويمشي الهُوَينا (أي يُقارِب الخُطا). ( رواه مسلم ) وعن ابن عباس رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا مشى، مشى مجتمعًا ليس فيه كسل"، (أي شديد الحركة، قوي الأعضاء غير مسترخ في المشي) . (رواه أحمد ) . صفات عامة : خافضَ الطّرف ، نظرُهُ إلى الأرض أطولَ من نظره إلى السماء ، جُلَّ نظره الملاحظةُ ] النظر بمؤخر العين و هو اللحاظ _ شقُّ العين من جهة الصدغ _ [ ، جليلَ المشاش و الكتَد ] رؤوس العظام [ ، أنورَ المتجرّد ] نيّر العضو المتجرّد عن الشعر أو الثوب ، فهو على غايةٍ من الحُسن و نصاعة اللون [ ، يسوقُ أصحَابَهُ ] يقدّمهم بين يديه و يمشي خلفهم [ ، و يبدأُ من لقيَه بالسلام ، بين كتفيه خاتم النبوة ، و هو خاتم النبيين . ضحكه r :"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلا تَبَسُّماً، وكنتَ إذا نظرتَ إليه قُلتَ أكحل العينين وليس بأكحل"، حسن رواه الترمذي. وعن عبد الله بن الحارث قال: "ما رأيتُ أحداً أكثر تبسمًا من الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُحَدِّث حديثاً إلا تبَسَّم وكان مِن أضحك الناس وأطيَبَهم نَفسًا". ( رواه أحمد ) . رائحته : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَزْهَرَ اللَّوْنِ كَانَ عَرَقُهُ اللُّؤْلُؤَ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ وَلَا مَسِسْتُ دِيبَاجًا وَلَا حَرِيرًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا شَمِمْتُ رَائِحَةَ مِسْكٍ وَلَا عَنْبَرٍ أَطْيَبَ رَائِحَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . ( رواه أحمد ) . وعن أنس أيضًا قال: " دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عِنْدَنَا فَعَرِقَ وَجَاءَتْ أُمِّي بِقَارُورَةٍ فَجَعَلَتْ تَسْلُتُ الْعَرَقَ فِيهَا فَاسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا أُمَّ سُلَيْمٍ مَا هَذَا الَّذِي تَصْنَعِينَ ؟ قَالَتْ : هَذَا عَرَقُكَ نَجْعَلُهُ فِي طِيبِنَا وَهُوَ مِنْ أَطْيَبِ الطِّيبِ . ( رواه أحمد ) . جمال الخلق : قالت أم معبد الخزاعية عن رسول الله r _ و هي تصفه لزوجها ، حين مرَّ بخيمتها مهاجراً _ : رأيت رجلا ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن الخلق لم تعبه ثجلة و لم تزريه صعلة وسيم قسيم في عينيه دعج و في أشفاره وطف و في صوته صهل و في عنقه سطع و في لحيته كثاثة أزج أقرن إن صمت فعليه الوقار و إن تكلم سماه و علاه البهاء أجمل الناس و أبهاه من بعيد و أحسنه و أجمله من قريب حلو المنطق فصلا لا نزر و لا هذر كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن ربعة لا تشنأه من طول و لا تقتحمه عين من قصر غضن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا و أحسنهم قدرا له رفقاء يحفون به أن قال سمعوا لقوله و إن أمر تبادروا إلى أمره محفود محشود لا عابس و لا منفذ . وصف هند بن أبي هالة التميمي ـ و كان مشهوراً بالوصف ـ : كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان، دائم الفكرة، ليست له راحة، ولا يتكلم في غير حاجة، طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه -لا بأطراف فمه- ويتكلم بجوامع الكلم، فصلاً لا فضول فيه ولا تقصير دمثاً ليس بالجافي ولا بالمهين، يعظم النعمة وإن دقت، لا يذم شيئاً، ولم يكن يذم ذواقاً -ما يطعم- ولا يمدحه، ولا يقام لغضبه إذا تعرض للحق بشيء حتى ينتصر له لا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها - سماح - وإذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام. وكان يخزن لسانه إلا عما يعنيه. يؤلف أصحابه ولا يفرقهم، يكرم كريم كل قوم، ويوليه عليهم، ويحذر الناس، ويحترس منهم من غير أن يطوى عن أحد منهم بشره. المصادر : دواوين السنّة النبوية . صفة الصفوة ( ابن الجوزي ) . الرحيق المختوم ( المباركفوري ) . إتحاف السائل ( محمد أديب كلكل ) . | |
|
ابو عمر الايوب
عدد المساهمات : 5 نقاط : 24087 تاريخ التسجيل : 11/02/2011
| موضوع: رد: أوصاف النبي عليه الصلاة و السلام كأنّك تراه الإثنين فبراير 14, 2011 8:59 am | |
| جهاده واجتهاده وأخلاقه كان صلّى الله عليه وسلّم أسوة وقدوة وإماماً يُقتدى به؛ لقوله تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}([1])؛ ولهذا كان صلّى الله عليه وسلّم يصلي حتى تفطَّرت قدماه وانتفخت وورمت فقيل له: أتصنع هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ”أفلا أكون عبداً شكوراً“([2]). وكان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة([3])، وكان يصلي الرواتب اثنتي عشرة ركعة([4]) وربما صلاها عشر ركعات([5])، وكان يصلي الضحى أربع ركعات ويزيد ما شاء الله([6])، ([1]) سورة الأحزاب، الآية 21.([2]) البخاري برقم 1130، ومسلم برقم 2819.([3]) البخاري برقم 1147، ومسلم برقم 737.([4]) مسلم برقم 728.([5]) مسلم برقم 729، والبخاري برقم 1172.([6]) مسلم برقم 719. | |
|