عقيدة المسلمين أن الله لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان ولا يشبه الانام</span>
بسم الله الرحمن الرحيم
الله تعالى موجود لا مكان له سبحانه وتعالى كان بلا مكان وهو الآن على ما عليه كان فلا نقول إنه موجود في مكان نعلمه ولا في مكان لا نعلمه ولا نقول إنه موجود في مكان مخصوص ولا إنه موجود في كل مكان أي أننا ننفي المكان بالمطلق عن الله سبحانه فالله تعالى خالق الأمكنة ولا يجوز أن يوصف بالاستقرار أو التنقل فيها وكما ننـزه الله عن المكان ننـزهه عن الجهة فنقول إنه سبحانه موجود بلا جهة معلومة ولاجهة مجهولة ولا يجوز أن يوصف بأنه في جهة واحدة ولا بأنه في كل الجهات ولا بأنه تحويه الجهات الست فلا يجوز أن يوصف بأنه في جهة فوق أو جهة تحت أو أمام أو خلف أو يمين أو يسار ولا يجوز أن يوصف سبحانه بأنه يسكن في السماء أو فوقها أو على العرش أو فوقه قريبا منه أو بعيدا عنه فالله تعالى خلق العرش إظهارا لقدرته ولم يتخذه مكانا لذاته أي أننا ننفي المكان والجهة على الإطلاق عن الله لأن الجهة والمكان والحيز والحد كل ذلك من صفات المخلوقين فلا حيز يحده وليس ممتدا بلا انتهاء تعالى الله وتنـزه عن ذلك فالله كان ولم يكن شيء غيره فكما أنه صح في العقل وجود الله قبل الأمكنة والجهات بلا مكان ولا جهة كذلك يصح وجوده سبحانه الآن بلا مكان ولا جهة بل هو ما يقتضيه العقل لأن نسبة المكان أو الجهة إلى الله هو قول بأزلية المكان أوالجهة والمكان والجهة مخلوقان بدليل القرءان والحديث وإجماع المسلمين وإذا كان القائل بهذا القول يقر بحدوث الجهة والمكان فهو قول بحدوث صفة للذات الإلهي تعالى الله عن ذلك وهو محال أيضا